الدين الإسلامي.. ودوره في الضبط الاجتماعي – السلوكي
لا شك ان وظيفة الضبط التي يمارسها الدين الإسلامي على أفراد المجتمع هي وظيفة مزدوجة، فهي وظيفة لتحديد السلوك الصادر من أفراد المجتمع باتجاه معايير السواء المتعارف عليها في المجتمع، والأخرى إرشاد النسبة القليلة باتجاه التقويم الصحيح للسلوك ضد الانحرافات التي تظهر في كل مجتمع، ولابد من ظهورها لاسيما ان الدراسات النفسية والاجتماعية أيدت وجود نسبة تزيد أو تنقص عن "5" بالمئة" في كل مجتمع تخالف قيم المجتمع، وتعود هذه النسبة بزيادتها أو نقصانها حسب قوة تماسك المجتمع والمحافظة على روابطه الاجتماعية التي كونتها التربية في الأسرة أو التنشئة في المجتمع، ودور المدرسة أيضاً في إخفاء آثارها التربوية - التعليمية، وخاصة في مجتمعاتنا التي تؤكد إلى حد ما على القيم الدينية.
وعليه، فان الممارسة الفعلية في المجتمع يحكمها القانون الوضعي للسلطة السياسية وقيم المجتمع والضبط الديني غير الرسمي، لاسيما ان هناك مؤسسات تقوم بعملية الضبط الاجتماعي مدعومة من مؤسسات رسمية تابعة للدولة أو نظام الحكم. فالممارسة الدينية المبنية على قواعد الدين الإسلامي تستجيب لمقتضيات الواقع الاجتماعي وتمارس الضبط الاجتماعي وتشكل ثقافتها على أفراد المجتمع النسبة الأكبر في تكوين المجتمع وتأسيس ممارسته دون توجيه رسمي… لذا اعتبر الدين وخاصة في مجتمعنا الإسلامي الذي يقوم بأكبر وظيفة غير رسمية بتقليص النزاعات وتهذيب السلوك وتشذيبه وتحويله من سلوك الكائن الحي إلى "أنسنة" ذلك السلوك، وهي خاصية ينفرد بها الدين وخاصة الدين الإسلامي، ولهذا يبدو وبصورة متزايدة وملحة العودة إلى الدين ببساطته دون اتجاهاته المتعصبة، واختيار الموضوع السهل لضوابطه في الممارسة الاجتماعية، وهي تؤدي بدورها إلى تقليص أكبر عدد من النزاعات والخلافات بين أفراد المجتمع الواحد.
إن الدين الإسلامي ، باجماع كل الدارسين المحايدين الموضوعيين في مجال الأديان المقارنة والدراسات الانثروبولوجية من العرب والأجانب غير المسلمين، انه دين متكامل المنهج ينظم حياة الناس على وفق تداعيات الخير لدى كل إنسان وتقليل نزعات الشر، وحل الصراعات التي تنشأ داخل النفس الإنسانية، وحسمها لصالح الخير، واطفاء نزعات الشر.
لذلك، فإن الدين الإسلامي قد نجح في رسم العلاقة بين الفرد كإنسان ينتمي إلى المجتمع الأكبر، وإلى الآخرين الذين يشكلون بمجموعهم المجتمع الكلي، واستطاع أن يقلص النزعات بين الفرد نفسه وبين الفرد والآخرين من خلال استخدام الوسائل التي يمارسها الدين في الارتقاء بسلوك الفرد وتنظيم تكوينه النفسي الداخلي الذي يؤدي به حتماً إلى الراحة النفسية الخالية من اضطرابات العصر وكثرة مثيراته وتعدد مصادره الخارجية منها والداخلية التي تنشأ من الوسوسة ثم الصراع الذي يؤدي إلى فقدان الاتزان الانفعالي.
خلاصة القول، إن أهمية دور الدين الإسلامي تتحدد في ممارسة عمليات الضبط الاجتماعي - النفسي لدى الفرد أو المجتمع، وهي ممارسة ذات دور إنساني يؤدي إلى تقويم سلوك الفرد وبناء أسس قيمية تقوم على الضب